جمالیات دعاء
الملخص:
یدرس هذا البحث ظاهرة التکرار فی دعاء أبي حمزة الثمالي، ومن خلال هذه الدراسة استطاع الباحث أن یعرض رؤیة بلاغیة اختص بها دعاء أبي حمزة الثمالي وتفرد بها عن غیره من النصوص الدعائیة من حیث الأسلوب الذی لجأ إلیه فی توظیفه للتکرار. التكرار أسلوب تعبيري معروف، استعمله العرب في كلامهم لغايات متعددة، فأحسنوا تارة وأساؤوا تارة أخرى، ولما كان الامام علي بن الحسين السجاد واحداً من العرب يتكلم بلسانهم ويستعمل أساليبهم فقد استعمل التكرار وجعله وسيلة من وسائل الدعوة، وطريقة من طرق تبليغ مبادئها، فكرر الحرف الواحد في الكلمة فحمل تكراره جزءاً من المعنى، كما كرر اللفظة أو العبارة أو الأداة أو الصيغة الواحدة أحياناً، وقد يكرر المعنى دون اللفظ، وهذا النوع من التكرار كان شائع في دعاء أبي حمزة الثمالي كالتكرار اللفظي، كل ذلك لتحقيق أهداف كان الامام علي بن الحسين السجاد يسعى إليها، كتأكيده للمعنى، أو التحذير منه، أو الترغيب فيه، أو الوعيد والتهديد أو غير ذلك من الأغراض الأخرى التي حققها من خلال التكرار، فأحسن وأجاد. وفی هذا المقال وفقا للمنهج الوصفي-التحلیلي، قمنا بدراسة ظاهرة التکرار فی دعاء ابی حمزة الثمالي والتی تشکلت هذه الظاهرة فی النص بأشکال متنوعة فهی تبدأ من الحرف و تمتدّ إلی الکلمة و العبارة، وکلّ شکل یعمل علی إبراز جانب تأثیري خاص. وقد توصّلنا إلی أن التکرار فی دعاء ابی حمزة الثمالي مثیرُ للإنتباه، وداعٍ للإهتمام بالشئ المکررّ، ومن ثمّ فقد حقّق تفاعلاً عاطفیاً و شعوریاً وإیقاعیاً مع المتلقی بکافة أشکاله. وأیاً کانت صور هذا التکرار فنسلّط الضوء علی بعض الجوانب الشعوریة فی نفس الإمام کأنه لا یودّ مجاوزة العبارة المکررة إلی غیرها. الکلمات الرئیسیة: الإمام السجاد، دعاء ابي حمزة الثمالي، التکرار، الأسلوب.. .