دکتر الهام صالحی

النظریة الأولی فی جمالیات الأدب والبلاغة الجدیدة

يعد فن الأدبية من أقسام الفنون الجميلة السبعة التي ظلت غريبة عن أسرتها الفنية في الدراسات الأدبية.

لقد اقتصرت الجمالية الأدبية حتى الآن على مجرد الدراسات البلاغية، ولكن يجب أن نعترف أن علم البلاغة ـ رغم مكانته المرموقة في الأدب ـ لا يتمكن من دراسة وتحليل الجمالية على مستوى سياق النص بمفرده، وذلك بسبب بعض القصور في جمالية النصوص. ففي مجال الفنون الجميلة، يمكن أن تكون نظرية الجشطلت مفيدة وفعالة في نقد نسيج أقسام الفن، لكن تعاني من بعض القصور للولوج في فن الأدبية؛ بذلك قمنا بإرساء منهج جديد في ضوء نظرية الجشطلت الصوتي- التصویري (السمعی- البصري) ، باعتباره أول نظرية في الجمالية الأدبية والبلاغة الجدیدة، تكون على أساس مبادئ وتقنيات الفنون الجملية وأصول تداعي المعاني في علم النفس. فهذه النظرية تتمكن من إزالة القصور البلاغية في الجمالية الأدبية إلى حد ما، وتتيح الفرصة لتحليل الجمالية الأدبية على مستوى نسيج النص، وتقدّم منهجا حديثا وعالميا يلعب دورا وظيفيا في جمالية فن الأدب بجميع اللغات والأجناس الأدبية. من هذا المنطلق، تم توظيف هذا المنهج في 30 نموذجا من الأدعية كنوع أدبي وفن تقليدي، وكذلك تبين مبعث هذا المنهج وظروف الولوج فيه، ومراحل الجمالية الأدبية، وفوائد هذا المنهج الفعال في إزالة قصور علم البلاغة  في جمالية النصوص. مضافا إلى ذلك، تم تحديد مصطلحات الفنون الجميلة و مساحات متنوعة، وتصنيفها وتحليلها، نحو مساحة الكونتراست، والبرسبكتيو، وتقنیة الخداع البصري. فتعد هذه المبادئ والمصطلحات إلى جانب علم البلاغة، وعلم الأصوات، وفن البيان، وفن المحادثة والتواصل الفعال في علم النفس، أداة فنية للجمالية الأدبية. وأخيرا، أن هذه النظرية يمكنها أن تؤدي إلى تطورات أساسية في فن الأدبية.

الكلمات المفتاحية: نظرية الجشطلت الصوتي و التصویري ، الفنون الجميلة، الجمالية الأدبية، البلاغة، مبادئ تداعي المعاني

 

دکتر الهام صالحی

الخاتمة

ابتکرنا نظرية الجشطلت الصوتي- التصویري (السمعی- البصری)، وفقا للمبادئ المفتوحة الحادية عشر: «التقارن، والشمول، والتجاور، والتشابه، والشكل والأرضية، والمصير المشترك، والتوازي، والإغلاق، والمنطقة المشتركة، والاستمرار، والعنصر المتصل» وكذلك قوانین الحركة و براجنانز و التوازن، في کتاب تحت عنوان «نظرية الجشطلت الصوتي ـ التصویري في الجمالية الأدبية: تركيزا على مبادئ الفنون الجميلة». هذه النظریة ومنهجها الإبداعیة، تعد أول نظرية في الجمالية الأدبية انطلاقا من مبادئ الفنون الجميلة. فهذا المنهج يبتني على نظرية تداعي المعاني للجشطلت، والتي تم توظيفها ـ في بادئ الأمر ـ في علم نفس الإدراك البصري، بناء على ظاهرة فاي وكذلك في نقد الفنون الجميلة. في إكمال هذه النظرية البصرية، قمنا بإرساء هذا المنهج الذي يشمل الفن الصوتي والتصویري في فن الأدبية. وكذلك تم تعريف هذا المنهج في فن الأدبية وتوظيفه في 30 نموذجا من الأدعية، وذلك وفقا لمصطلحات الفنون الجميلة، نحو الکونتراست (Contrast)، والتظلیل الصوتی ـ التصویری، والبرسبکتیو، والمساحة الفارغة، والفضاء الإيجابي والسلبي، والتقنيات الفنية نحو التقنية الفنية للخداع البصري. على أساس هذه النظریة و منهجها، نتمكن من تلخيص جميع العلوم البلاغية: البيان والبديع والمعاني، في هذه الأصول والمبادئ، ونتخلص من العناوين والأسماء المملة البلاغية. بذلك كسرنا الحدود بين هذه العلوم، وجعلنا الأساليب البلاغية في منظومة هذه الأصول والمبادئ. بما أن انفصال اللفظ عن المعنى من أسباب الضعف والقصور في المنهج البلاغي، فلا ينفصل اللفظ عن المعنى في هذا المنهج، بل لا يجوز أن ينفصل على أي مستوى من مستويات الجمالية الأدبية، بذلك اخترنا لفظة “التصوير” للجمع بين اللفظ والمعنى. بما أن النظرة الجزئية إلى الكلمة والجملة، من أسباب الضعف والقصور في المنهج البلاغي، فهذا المنهج يتجاوز مستوى أجزاء النص وينظر إلى الأثر الأدبي کكل متماسك ويتناول جمالية فن الأدبية على مستوى نسيج النص. يتطلب هذا المنهج أن يكون الباحث واقفا علی مبادئ وأصول الفنون التصویرية ـ الصوتية و السمعیة، نحو العمارة، والرسم، والموسيقى واللحن؛ وأیضا العلوم ماوراء النص المختلفة، نحو علم الصوت، والسيميائية، وعلم المعنى، وعلم البلاغة، والمقامات الموسيقية وفن البیان والمحادثة والحوار، والتواصل الفعال في علم النفس. دون شك، أن هذا المنهج الذي يتناول جمالية فن الأدبية على مستوى نسيج النص، يعد منهجا عالميا يمكن توظيفه في جميع اللغات والأنواع الأدبية، وأن هذه النظرية بإمكانها أن تؤدي إلى تطورات أساسية في فن الأدبية.
0
    0
    سبد خرید شما
    سبد خرید خالی استبازگشت به فروشگاه